Jan 4, 2009

"شهيدة أمريكية " توثق فصلا من محرقة غزة



مع حلول الذكرى الخامسة لمقتلها بإحدى الجرافات الإسرائيلية أثناء محاولتها منع قوات الاحتلال من تدمير منزل فلسطيني في قطاع غزة، تعتزم أسرة ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري نشر مذكراتها الأسبوع المقبل. وتروي هذه المذكرات كيف تحولت راشيل من مجرد طالبة صغيرة تعيش حياة الرخاء في مدينة أولمبيا بولاية واشنطن إلى صوت للضمير الإنساني وماتت "شهيدة فلسطينية"، في سبيل الدفاع عن الفلسطينيين وضحية من آلاف الضحايا الذين يتساقطون حتى اليوم في ذات المكان.وقالت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية الأحد 2-3-2008: إن مذكرات راشيل تضم كتابات بخط يدها ونسخًا مطبوعة من رسائل إلكترونية وخطابات ورسومات خاصة بها تجسد جميعها مأساة الفلسطينيين، والجرائم التي ترتكبها ضدهم قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتوثق تلك المذكرات للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بعد الانتفاضة الثانية والتي تشبه ما يدور في غزة حاليًّا من "محرقة"، على حد وصف نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي. ولفتت الصحيفة إلى أن مذكرات راشيل التي تم جمعها وإعدادها تحت عنوان "دعني أقف وحيدًا" ضمت آخر رسائلها التي بعثت بها قبل 4 أيام فقط من مقتلها في 16-3-2003.وفي إحدى الرسائل التي كتبتها قبل مقتلها قالت راشيل التي كانت تعيش وسط الفلسطينيين أثناء تواجدها في الأراضي المحتلة "أحيانًا كنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس وأنا أدرك تمامًا أن الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة تحاصرنا، وتحاول قتل هؤلاء الفلسطينيين الذين أجلس معهم".وقتلت راشيل التي كانت عضوة بالحركة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني عن 23 عامًا في عام 2003، وهي تحاول منع جرافة إسرائيلية من تدمير منزل فلسطيني في مخيم رفح للاجئين جنوبي قطاع غزة. وقال 6 من شهود العيان وقتها: إن سائقي الجرافة تعمدوا قتل راشيل التي كانت ترتدي "سترة" برتقالية اللون.وتحولت كوري بعد مقتلها إلى بطلة للانتفاضة الفلسطينية و"شهيدة أمريكية" ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب الصحيفة البريطانية.ومن جهتها قالت سيندي والدة راشيل لـ"أوبزيرفر": بعد ساعة من مقتل راشيل أتذكر جيدًا ما قلته بشأن ضرورة إعلان كلماتها أمام الرأي العام.وأضافت: "لم يكن أحد يتصور أن يصدر كتاب يرصد ما عايشته راشيل، ولكننا عزمنا على إصدار تلكالمذكرات"، ولم توضح أسباب تأخر إصدارها لمدة 5 سنوات. يشار إلى أن مقتل راشيل شجّع الممثل البريطاني الشهير آلان ريكمان عام 2005 على إخراج مسرحية "اسمي راشيل كوري" التي ترسم صورة شخصية لراشيل من خلال رسائلها عبر البريد الإلكتروني ويومياتها؛ للكشف عن كاتبة شاعرية تتدفق منها الأفكار وتنضح بالحيوية وروح الفكاهة. وقد تم عرض المسرحية في كثير من دور العرض بمختلف أرجاء العالم.وقامت الممثلة ميجان دودز بدور راشيل وتلت فقرات من آخر رسائلها الإلكترونية لأمها التي قالت فيها : "أعتقد أنها فكرة جيدة لنا جميعًا أن نتخلى عن كل شيء، ونكرّس حياتنا لوقف هذا الذي يحدث. لا أعتقد أنه تطرف أن نقوم بذلك".ويتذكر كرايج والد راشيل عندما اتصل به الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عقب تلقيه نبأ وفاة ابنته، وقال له: "إنها ليست ابنتك فقط .. إنها أيضًا ابنة كل الفلسطينيين".ويتذكر أيضًا عندما تذكر الكلمات التي كتبتها العائلات بقطاع غزة على جدارية لتخليد ذكراها والتي تقول: "راشيل مواطنة أمريكية بدماء فلسطينية"."أصبحت ضحية للانتفاضة وبطلة استطاعت أن تقف في وجه الجيش الإسرائيلي.. وتخليدًا لذكراها أطلق كثير من الأمهات على مواليدها اسم (راشيل)"، بحسب كرايج. وقضت راشيل آخر أيامها مع الفلسطينيين، وقبل أيام قليلة من مقتلها قالت في حديث تلفزيوني : "أشعر بأني شاهدة عيان على التدمير المنهجي لقدرة الشعب الفلسطيني على الحياة .. إنه أمر مرعب حقًّا".ووصفت راشيل في إحدى رسائلها جسد طفل فلسطيني وقد امتلأ برصاصات الاحتلال الإسرائيلي، وفي خطاب أرسلته لأمها قبيل موتها قالت راشيل: "يجب أن تتوقف هذه الجرائم .. أعتقد أنها فكرة جيدة أن نترك كل شيء ونكرس أرواحنا وحياتنا لوقف الجرائم الإسرائيلية".وبعد مرور نحو 5 أعوام على مقتل راشيل لا تزال صورة المشهد الفلسطيني كما هي. ومنذ بدأت إسرائيل عملية "الشتاء الساخن" المتواصلة الأربعاء 27-2- 2008 بلغ إجمالي عدد الشهداء 112 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و35 مقاومًا والباقي من المدنيين بينهم عدد من النساء


No comments: