May 30, 2007

فاطمة الزهراء


إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.

فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني.

فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبَيّ. فاطمة سيدة نساء العالمين.

هذه الشهادات وأمثالها تواترت في كتب الحديث والسيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتأثر بنسب أو سبب ولا تأخذه في الله لومة لائم.

مواقف من نبي الإسلام الذي ذاب في دعوته وكان للناس فيه أسوة فأصبحت خفقات قلبه ونظرات عينه ولمسات يده وخطوات سعيه وإشعاعات فكره، قوله وفعله وتقريره، وجوده كله أصبح تعاليم الدين وأحكام الله ومصابيح الهداية وسبل النجاة.

أوسمة من خاتم الرسل على صدر فاطمة الزهراء، تزداد تألقاً كلما مر الزمن وكلما تطورت المجتمعات وكلما لاحظنا المبدأ الأساس في الإسلام في كلامه لها (يا فاطمة اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئاً).

فاطمة الزهراء هذه مثال المرأة التي يريدها الله وقطعة من الإسلام المجسد في محمد وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة وللإنسان المؤمن في كل زمان ومكان.

إن معرفة فاطمة فصل من كتاب الرسالة الإلهية ودراسة حياتها محاولة لفقه الإسلام وذخيرة قيّمة للإنسان المعاصر.

إيه فاطمة.. يا ثغراً تجلّى بالعفاف فطاب رضاً به، لقد عبق خطّ وصلك ببنت عمران يا ابنة المصطفى، فتلك مريم ما فرشت الأرض إلاّ من نتف الزنابق، وأنت النفحة الزهراء، ما نفثت الطيب إلا من مناهل الكوثر.

يا بتول، يا أمّ أبيك.. لقد كانت النبوة طفلك البكر، يا ابنة الجنّة، هلاّ رسمتِ الطريق للوصول إلى عين الشمس ونبع الحياة لكي يتمكن مجتمعنا الذي يقرأ كتابك من تربية المرأة الفاطمية والرجل الفاطمي.

ليست قليلة تلك الشعلة التي التهبت بها شخصية هذه المرأة، فإن تكن سيدة نساء العالمين فمن هذا المعين تستقي، فهي ابنة نبي ربط حاضر الأجيال بماضيها، ووصلها بكل زمان يأتي، بهذه الهالة القدسية اتشحت شخصية الزهراء آخذة عن أبيها عبء مسؤولية الأجيال، فهي التي انحصر فيها أرث النبوة بكل ما حققت النبوة، بكل ما ترتبط به صفات النبوة، بكل ما ترمي إليه أشواق النبوة.

وتزوجت رجلاً كان زواجها منه تحقيقاً للمخطط العظيم وتنزيلاً لقدسية الكلمة، وكان زواجها استكمالاً لمتانة ما أنيط بها، وما كان الحسن والحسين غير نتاج هذا الرباط الذي اكتملت به المشيئة.

هكذا ارتبط التاريخ برباط، وهكذا اتشحت فاطمة بقدسية هذا الرباط، هالة اتشحت بها سيدة نساء العالمين إزاراً من نبوة، وإزاراً من أمومة، وإزاراً من إمامة.

وأخيراً هويتِ فاطمة، هوى معك الخصر النحيل، يا نحول السيف، يا نحول الرمح، يا نحول الشعاع في الشمس، يا نحول الشذا، يا نحول الإرهاف في الحس، يا ابنة المصطفى، يا ابنة ألمع جبين رفع الأرض على منكبيه واستنزل السماء على راحتيه، فهانت عليك الأرض. يا عجينة الطهر والعبير، ولم تبتسمي لها إلا بسمتين، بسمة في وجه أبيك على فراش النزاع يعِدُك بقرب الملتقى، وبسمة طاقت على ثغرك وأنت تجودين بالنفس الأخير.

وعشت الحب يا أنقى قلب لمسته عفّة الحياة، فكان لك الزوج عظيم الأنوف، لف جيدك بالدراري وفرش تحت قدميك أزغاب المكارم. وعشت الطهر يا أطهر أم أنجبت ريحانتين لفّتها بردة جديهما بوقار تخطّى العتبات وغطّى المدارج

من موقع فاطمة الزهراء عليها السلام

May 8, 2007

إعجاب غير مقبول


لإعجاب بين البشر له أشكال متعددة .. ودائما ما يكون الإعجاب حصيلة انتقاء في الاختيار ويعتمد على الحاجات النفسية الي يتطلبها كل شخص وبناء عليه يتكون نوع من الإعجاب .. أحيانا يكون الإعجاب فطريا يتعلق بنظرة الإنسان للجمال والكمال في الأشياء من حوله, فهو يشعر بالإعجاب بها من منطلق نظرته القائمة على الفطرة والسليقة غالبا, و تلعب البيئة والوراثة والتربية الدور الأكبر في مقاييس الإعجاب لدى أي إنسان

جميل .. ولكن ماذا لو كان الإعجاب أمرا غير طبيعيا .. كأن تعجب فتاة بأخرى إعجابا يؤدي بها الي درجة العشق في بعض لأحيان, ومراحله تبدأ بالصداقة، ثم الحب والتعلق، ثم التوحد والأنانية وفي آخر مراحله الشذوذ ! .. والإعجاب من هذا النوع في بدايته يأخذ شكل الصداقة، لكنه سرعان ما يدب فيه الفساد، و تتحول هذه العلاقة إلى رغبة غير سوية يطمس شخصية المعجبة في المعجب فيها

واجهتني شخصيا حالات مشابهة ... أولها كانت فتاة زميلة لي في المرحلة الإعدادية .. كنت حينها صغيرة وقليلة الخبرة لأعرف كيف أتعامل معها .. وببساطة لم أعرها أي انتباه بل تجاهلتها .. ولم أعي مدى التأثير النفسي السلبي
الذي وقع علي تلك الفتاة بابتعادي عنها ... وتكرر الموقف في آخر المرحلة الثانوية .. ولكن هذه المرة من فتاة مراهقة تصغرني سنا .. عبرت عن إعجابها لي بجنون .. كانت ترسل لي رسائل ملؤها كلمات الشوق والغرام !!.. ولم تنسى بطاقات عيد الحب والهدايا وباقات الورد ! .. وفي هذه المرة أيضا خانتني تجربتي من جديد .. ولم أعرها أي اهتمام في بداية الأمر بل أخافتني فابتعدت .. ولكن ما جعلني أغير موقفي هو مكالمة من والدة الفتاة تطلب مني أن أعطي من وقتي واهتمامي القليل لابنتها .. فهي معجبة بي لدرجة الجنون

الحقيقة تلك المكالمة جعلتني أراجع حساباتي و أفكر .. ما الذي يجعل تلك الفتاة تعجب بي بتلك الطريقة غير الطبيعية !!! .. وما الذي يجعل والدتها بتلك الحالة اليائسة لتطلب مني تدارك الوضع و أن أعير بعض الاهتمام لأمر غير صحيح من الأساس .. يومها حاولت أن أقرأ بين سطور الكتب .. علني أجد الحل في كيفية التعامل مع هذا النوع من الإعجاب, حتى لا أظلم الفتاة .. وأعينها على تخطي تلك المرحلة التي كانت بوضوح .. مرحلة غير سوية
نعم أعتقدت أنها تمر بأزمة نفسية .. وما زلت أعتقد أن الإعجاب من هذا النوع غير طبيعي

استمر إعجاب الفتاة .. و مرت الأيام و بدأت مرحلتي الجامعية .. و كبرت تلك الفتاة أيضا .. إلى أن جاء اليوم الذي ارتبطت فيه ... هذه الفتاة الآن متزوجة وأم
ربما الكثير منا واجه حالات مشابهة .. وربما قد مر بها أحيانا

ولكل من يواجه مثل تلك الحالات .. إن من أهم أسباب هذا الجنوح العاطفي الغير سوي لدى الفتيات هو الفراغ .. وعدم الاستقرار الأسري .. و احيانا نقص العاطفة والحنان من قبل الأهل وخصوصا الأم .. و غياب الحوار السليم بين الأهل والبنت حيث تجد انعدام التفاهم بين البنت و أمها وربما عدم الانفتاح بينهما ما يؤدي بالفتاة لتبحث عن صدر حنون آخر تتجه إليه لتفرغ عاطفتها ... وقلة الوازع الديني ... لكن علينا إلا نتجاهل هذا الإعجاب, بل نحتضنه بحكمة واتزان .. حتى نأخذ بتلك الفتاة إلى شاطيء الأمان

كنت دائما ما أفكر ... نعم لقد أعجبت بي تلك الفتاة و كان إعجابا غير طبيعيا .. ولكنها التجأت لي في الوقت الذي كان من السهولة بها أن تقع فريسة لذئاب تصطاد ضعفها و تعكر صفو برائتها .. لذا -وإن كان إعجابها غير سليم- لكنني من يقع عليه مسؤولية توجيهها و معالجة الأسباب وأن لم أستطع فعلي أن انبه الأهل قبل أن تنحرف اي فتاة تمر بهذا

الاضطراب العاطفي

المشكلة هنا أضطراب عاطفي سببه انحسار العاطفة فأصبحت العواطف لغة غريبة بين الأهل في مجتمعات قائمة على العادات القبلية التي عفى عليها الدهر .. ممنوع التقبيل .. ممنوع التعبيرعن المحبة بين الام والأب والأبناء أوبين الاخوةوالأخوات .. الخ

الجفاف العاطفي ... تلك مشكلة أخرى تحتاج منا لوقفة