Apr 5, 2007

أكثر ما أكرهه


هنالك الكثير من الصفات التي أكره أن أراها فيمن حولي من الناس .. ولكن صفة واحدة فقط تشعرني بالتقزز الشديد .. وبالشفقة في ذات الوقت, تقززني تلك الصفة من ذلك الإنسان الذي يعتقد بأنه أكمل مخلوقات الله على وجه الأرض .. وأكثر ما يجعلك تشفق عليه هو حقيقة أنه فارغ جدا ليس فقط في ذاته ووجدانه وإنما هو فارغ من الخارج أيضا ... بمعنى آخر ليس فيه صفة واحدة تستحق الثناء, ربما يمتلك من المواهب والمميزات ولكنها مواهب عادية تتواجد في كثيرمن البشر ... ورغم ذلك تجده فارشا ذيله العديم من أي لون بتعالي وتكبر لا حد له .. اعتقادا منه أنه ذيل طاووس ! .. و يحادثك بتعالي وعنجهية, وكأن الأرض لم يطؤها إنسان مثله ... غريب أمر ذلك الإنسان المغرور .. أن هنالك الكثير ممن يتعالون لصفة واحدة فقط يمتلكونها قد تكون مميزة .. وأحيانا يتعالون وهم لا يملكون شيئا أبدا

لو درسنا شخصية أي مغرور, طبقا للدراسات النفسية .. لرأينا أنّ هناك خطأً في تقييم وتقدير المغرور لنفسه . فالمغرور ـ شاباً كان أو فتاة, رجلاً كان أو امرأة ـ يرى نفسه مفخّمة, بل وأكبر من غيرها أيضاً, فيداخله العجب ويشعر بالزهو والخيلاء لخصلة يمتاز بها, أو يتفوّق بها على غيره, وقد لا تكون بالضرورة نتيجة جهد شخصي بذله لتحصيلها, وإنّما قد تكون هبة أو منحة حباه اللهُ إيّاها, وهذا يعني أن نظرة المغرور إلى نفسه غير متوازنة, ففي الوقت الذي ينظر إلى نفسه باكبار, تراه ينظر إلى غيره باستصغار وإجحاف, فلا نظرته إلى نفسه صحيحة ولا نظرته إلى غيره سليمة .. ومنشأ هذا الاختلال في التقويم هو شعور داخلي بالنقص يحاول المغرور أو المتكبّر تغطيته برداء غروره وتكبّره

وقد جاء في الحديث : «ما من رجل تكبّر أو تجبّر إلاّ لذلّة وجدها في نفسه» . فكيف يكون ذلك ؟ لو افترضنا أنّ هناك رياضياً حاز على البطولة في إحدى الألعاب المعروفة (الجري) أو (رفع الأثقال) أو (كرة الطاولة) فإنّ الذي أوصله إلى البطولة هو الجهود المبذولة والتدريب المتواصل الذي يرفع من مستوى أداء اللاعب ويؤهله إلى الفوز بالبطولة ، وقد تكون هناك عوامل ثانوية أخرى

فالتقرير الصائب للفوز هو العمل بقاعدة «مَنْ جدّ وجد» وعلى مقدار الجهد المبذول تأتي النتائج, وهذا بالطبع أمر مستطاع وبإمكان أي شخص آخر أن يصل إليه ضمن نفس الشروط والإمكانات والظروف, فإذا كانت النتائج الممتازة طبيعية ولا تمثّل معجزة, وإذا كان تحقيقها من قبل الآخرين ممكناً , وإذا كان هناك مَنْ حاز على البطولة مرّات عديدة, فلِمَ الشعور بالغرور والاستعلاء, وكأنّ ما تحقق معجزة فريدة يعجز عن القيام بها الرياضيون الآخرون ؟

وإذا نظرتَ إلى المغرور جيِّداً لرأيت أ نّه يعيش حبّين مزدوجين : حبّاً لنفسه وحبّاً للظهور, أي أنّ المغرور يعيش حالة أنانية طاغية , وحالة ملحّة من البحث عن الإطراء والثناء والمديح , وفي الوقت نفسه , تراه يقدِّم لنفسه عن نفسه تصورات وهمية فيها شيء من التهويل , فمثلاً يناجي نفسه بأ نّه طالما حاز على البطولة في هذه المباراة ، فإنّه سينالها في كلّ مباراة, ومهما كان مستوى الأبطال أو الرياضيين الذين ينازلونه

وهنا يجب التفريق بين مسألتين : (الثقة بالنفس) و (الغرور) .. فالثقة بالنفس , أو ما يسمّى أحياناً بالاعتدادَ بالنفس تتأتّى من عوامل عدّة ، أهمّها : تكرار النجاح , والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة , والحكمة في التعامل, وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت, وهذا شيء إيجابي . أمّا الغرور فشعور بالعظمة وتوهّم الكمال, أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة, أمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير . وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها ـ في نفسه ـ القدرة على كلّ شيء , فتنقلب إلى غرور

إذن التكبر صفة تخلق مع الانسان لها جذور وتقوم التربية بصقل هذه الصفة او ببترها عن بكرة ابيها وهي بحد ذاتها عقدة نفسية تصاحب من يتكبر ويجني ثمار تكبره على اناس لا يستطيع التكبر عليهم, وفي بعض الحالات ممكن ان تكون ردة فعل ناتجة عن نقص داخلي

أحيانا قد تكون مميزا .. و لكثرة ما يمدحك من حولك (ربما بداعي التملق والمجاملة وربما جهلا منهم) فيصيبك الكبر وتصبح مغرورا دون أن تشعر ..

.. التعالي صفة منبوذة أخلاقيا واجتماعيا

قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر». رواه البخاري .. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي» رواه مسلم


dedicated to "Thursday" incidence ... how much disgusting someone can be !

8 comments:

Anonymous said...

الغرور شيء سيء، خصوصاً في من يجعل من قبيلته او عائلته سبباً في غيرته بينما لا يملك شيئاً ان "يغتر" فيه على الآخرين.

سخف العقول في مجتمعنا تجعل الأغلبية "يغترون" بأنفسهم، كذلك التربية التي تنمي في الشخص حب قبيلته وعائلته وطائفته بالتالي الغرور بشخصه.

Unknown said...

انا ادور المغرورين على الفاضي هذولي احسن وسيلة للضحك وحبك المقالب
دلوني عليهم

Vincent said...

فعلا فالتواضع نعمة و دائما ترينها تقترن بحب الناس ، أما العلو و الغرور فهذه الصفات التي كثرت في مجتمعنا ولو نظرنا الغرور على شنو؟ ماني لاقي سبب واضح،و على غرار الطبقات الاجتماعية أو الطائفية يقول الرسول عليه السلام بأن لا فرق بين أعجمي و عربي إلا بالتقوى.

and its really nice to see you blog please post more often :D and thanks on commenting on mine if you have the time to teach me some poet's techniques i would be greatful :)

bo9ali7 said...

اغث ناس
موضوع جميل
والمفروض يتوزع على كل مغرور غبي
يا كثرهم
شكرا عزيزتي

The Doctor said...

Anonymous
u r right .. especially the family matters :P depend on others to be something !

3AJEL

yeah .. hehe

vincent
most q8's are very proud .. untill they are (...) .. this is a fact :)

bo9ali7
tnx 4 ur nice coment

Thanx all 4 passing by :)

The Doctor said...

vincent

Thank you for ur comments .. really nice to see u here .. poet's techniques :) hehe

والله ما فيه لا تكنيك ولا هم يحزنون ... هي مجرد الغربة تصنع المعجزات

إلهامي هو حزني ... غربتي ... و همومي

شكرا لمرورك الرائع :)

Mohammad Al-Yousifi said...

dedicated to "Thursday" incidence ... how much disgusting someone can be !


hmmm i didnt see u on thursday?

The Doctor said...

Did anybody mention abo Salma here :) .. Akeed for sure I don’t mean you .. Actually I don't even know your blog until today .. While I was surfing the net.. and it was pretty interesting .. so no hard feelings ... BTW .. who said enek shayef 3omrek ?! :) .. no way this is true .. u r really a nice person (from your blog at least .. bcus I only discovered it today) !

misunderstanding I guess

Salam :)