Charles_Darwin_1881
ا" الإنسان هو الحيوان العاقل والمنتصب والصانع والمبدع والمنتج والمصور والمتكلم، وهذه الصفات جعلتنا بشرا " ... مقولة شهيرة لأحد المفكرين .. وإذا كان الأنسان ذلك الحيوان العاقل ... ما هي مقياس عقلانيته ؟ نعم الإنسان مفكر و صانع وصل إلى القمر باختراعاته و جاب الفضاء و نصب الحضارات ولكن هل كل تلك الأنجازات بمجملها تجعله يتميز كثيرا عن عالم الحيوان ؟؟!! .. أليس هنالك من تشابه طريف ومخيف ؟
أحيانا أجد العالم من حولي كالأنعام بل هم أضل سبيلا
أذاعت محطة سي ان ان الاخبارية خبرا مفادة اقامة حفل زواج جماعي لمجموعة من الشواذ من الرجال والنساء وقد عرضت المحطة صورا مقززة لمراسم الزواج التي تمت بمباركة الكنيسة وشارك في الحفل المقرف عدد كبير من اهل واصدقاء الشواذ وكانوا في غاية الفرح والسرور والقس يعلن زواج تلك من تلك وذاك من ذاك ..... وانتهى الحفل بخروج الزوجتان من الكنيسة والقت احداهن خطبة عصماء تدعوا العالم لمباركة هذا الزواج والتخلى عن الطريقة التقليده للزواج التى وصفتها بأنها طريقة قديمة
وعندما تسير في عواصم العالم المتحظر يستوقفك هذا الكم الهائل من اللاعقلانية .. والمشاهد المقززة البعيدة عن المنطق والعقل .. فلم أر في حياتي حيوانا عار ... فكسوته عليه تحميه و تجمله طوال حياته وحتى بعد مماته .. وهذا الإنسان المفترض به أبسط سمات العقل يتعرى .. ما الفرق بين الاحترام والرفعة وبين الدناءة والإنحطاط الأخلاقي ... لا شك بأنه العقل هو الفيصل في الأمور , ولكن هؤلاء في الحضارة (المزعومة) يفوقون باقي البشر (على الأقل من وجهة النظر الرأسمالية) ... وأما في الخلق والمنطق الإنساني ... فهم كالأنعام ... عالم اليوم أصبح من حولي عالم الحيوان .. حديقة حيوانات ظريفة حتى في الروائح الكريهة التي تنبعث من هنا وهناك
قد يرد إلى الذهن سؤال: كيف هم – أي الكافرين- أضل سبيلا ؟ وهل هناك من هو أضل من الأنعام ؟ والجواب ببساطة :نعم .. هم أضل من الأنعام سبيلا، لأنهم لا يعلمون لماذا خلقوا ولماذا يعيشون وماذا سيحدث لهم بعد الموت، ودعني أمثل لك ذلك: يقول أحد العلماء : إنك لو أتيت بأعرابي من البادية لم ير المدن من قبل فأريته سيّارة أو ثلاجة وسألته ما هذه الأشياء ولماذا صنعت وما فائدتها وقال لك : لا أدري، لقلت إنه جاهل لأنه لا يعلم عن أشياء نحن نعايشها ونتعامل معها. ثم لو سألت آخر وقلت له : ما فائدة الثياب التي ترتديها والحذاء الذي هو في رجلك، وقال لك : لا أدري، لقلت إنه جاهل أيضا لكنه أجهل من الأول لأنه جهل أشياء تلامسه بخلاف الأول الذي جهل أشياء لم يعايشها في بيئته. ولو انتقلت إلى ثالث وقلت له : ما فائدة يدك ورجلك و جميع أعضائك وقال لا أدري، لقلت إنه مجنون لأنه جهل أشياء هي أصلاً فيه. ولو انتقلت إلى رابع وقلت له ما فائدة الكل هذا – أي أنت بلحمك وشحمك - لماذا خلقت وأتيت إلى هذه الحياة وقال لك لا أدري لقلت زيادة على أنه جاهل ومجنون هو كالأنعام بل أضل سبيلا فالأنعام تعرف الله وتعبده. إنهم اليوم يدرسون علم وظائف الأعضاء في حين يقولون إن الحذاء له فائدة و الكل ليس له فائدة. إن السبب الرئيسي في ذلك أنهم فصلوا الدين عن العلم لأنهم حرفوا كتبه
مقارنة بسيطة .. إنهم يرون في الإنجيل أن آدم لما أكل من شجرة المعرفة ازداد علمًا وبصيرة فأخذ يناقش الله في خلقه ويجادله فعاقبه الله وأنزله من الجنة إلى الأرض، أما في القرآن فأن آدم كرمه الله على الملائكة فجعلهم يسجدون له لأنه فاقهم بالعلم. وأعجب من بعض الذين ينتمون إلى الإسلام كيف يطبقون نظرية (أن الإنسان كان قردًا وتحول إلى إنسان) وهذا وأمثاله كالأنعام بل أضل لأنه رزق من الله العقل فهداه عقله إلى عقول القردة والله يقول (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)ا
أحيانا لا أستطيع لتمييز بين الكلب الذي يسير خلف صاحبه وبين صاحب الكلب ... فالشبه أصبح ملحوظا .. يقال أن من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم .. وهذا صاحبنا عاشر كلبه أربعين سنة ونيف .. فكيف لا يصبح كلبا هو الآخر
وعـــــذرا لكل محبي الحضارة الغربيـــــــة الزاهيــــــة (الزائفة) ... عليكم أن تقبلوا بالواقع ... شئتم أم أبيتم لأنه الواقع