مشاعر ثلاثية الأبعاد

شوق

سأعود لأقرأ بصمت

رواية الحزن في العينين

وأسمع همسات أهداب مسدلة

صباح شوقي يهيم فيرسم نقطة

تدور فتسبق كل المسافات

ولحظة صمت تولد شوقا

لترمي الجراح فتحيي غنج الذاكرة
وتضحك شمس تدغدغ أفواه البحر

أنظر إلى كل الشموع تذوب

وتكتوي فيها نيران قلبي لهذا اللقاء

.. فجأة ..

تستيقظ لحظة شوق

تنسف كل المباني

لتبني أخرى بالشكل الذي يروق لها

وتمطر في بحر صمتي انتظارا يخنق الجدران

ليس عندي سوى ذكرى

بعثرتها الرياح في دمي

غربة

من غافل القمر وأهداه عباءة سوداء

وأحال الصبح عتمة

من حقن الرمال في دمي

و حشى فمي ماء البحر جزرا لا مد له

أنا هنا يا وطني

لساني تقطنه جنية خرساء

و قلبي سفينة بلا شراع .. أصارع الموج

.. عاصفة تسكنني

وتحوم حول شواطيء روحي قراصنة

أنا هنا بعيدة .. تحضنني مقابر الأسى

و ترتمي في مقلتي أروقة الظلام

آهاتي أنضجت خدا يلتصق بكفي ويتعرى للبكاء

أنا هنا يا وطني .. بلا أنيس .. بلا وطن

أنت

تخرجين من الضباب فتمسحين أدمعي

وأنسى في حضرتك إحداثيات البعد والمكان والزمان
تأسرين روحي و ترمينني جسدا في عالم آخر
يمكنني حينها أن أقطف الزهورمن الطريق
أو اسرق القمر من كبد السماء
فعيناك وحدها قد ألهمت بنورها دربي
لم أعد بحاجة للقمر .. ولا النجوم

كوكبك وحده يهديني إلى ظلال وارفة لأحتمي بها

قبلاتك الدافئة تلبسني حلة الحياة

أصبحت في محرابك قتيلة

أفتح أزرار البحرلأعب في حضني

درر الحنان التي تخفيها مقلتيك

مشيتك تنثر الورد في طريقي

فأنحني لأشتم عطرك

أنظر إليك ..

فأرى كونا ارتسمت فيه ألحاظك الحنونة

كأنها النجوم اغتسلت لتوها بماء الفضيلة

لمحياك حديث لطيف يدغدغ مشاعري بالأمان

وحدك تفهمين ما يجول بخاطري

فأنت أمي

© Inspiration es vida